الصفحة الرئيسية . اراء ومقللات .

الأحد، 11 سبتمبر 2011

سلمية اليمن غير


سلمية   سلمية  "  شعار رددته الجماهير العربية في مصر وأسقطت بواسطته اعتي نظام بوليسي قمعي .
تلقف اليمانيون الشعار من إخوتهم المصريين وكان له مذاقه الخاص في بلد الخمسين مليون قطعة سلاح بيد مواطنيه .
العفو عند المقدرة من شيم الكرام و اليمانيون كرام  فهم أصل العرب ومنبعهم بعد أن تفرقت أيدي سبا  في الأمصار  ومازالوا في موطنهم يحتفظون بكل تلك الخصال الكريمة التي اشتهر بها العرب قديما ولم تستطع المدنية الحديثة أن تطمس كثير من تلك العادات الحميدة ربما بسبب العزلة التي فرضت على اليمانيين من قبل حكامهم  وساعدت على ذلك طبيعة أرضهم القاسية و الصلبة  .
إن تقلد  وانتشار السلاح في أيدي المواطنين  كان و مازال يعتبر من السمات المميزة للمجتمع اليمني  الذي عد السلاح بأنواعه  أكان أبيضه أو ناريه مكملا للزى اليماني لدى الاكثريه  .
لقد لعب النظام  الحاكم في اليمن على وتر انتشار الأسلحة  في أيدي المواطنين  واستعمله كفزاعه  لإخافتهم من سوأ عاقبة  الخروج  أو الثورة عليه  وانذرهم بان القتال سيطال الجميع ولن يوفر احد وسيكون   "من طاقه  إلى  طاقه  " وهذا طبعا أفظع  واشد هولا من أن يكون  "من زنجه إلى زنجه " كان للمنحى الذي اختطته الثورة الليبية  الدور الأكبر في ترسيخ المخاوف التي بشر بها النظام اليمني  واخذ كثير من المحللين الأجانب والعرب وبعض من سار بركبهم من المنظرين اليمانيين يتحدثون عن القدرات التسليحية التي تتمتع بها القبائل اليمانية ويعددون أنواع الاسلحه  خفيفها وثقيلها  وبدئوا باستعراض السيناريوهات الدامية  والمرعبة المتوقع حدوثها مما حدا بكثير من الرعايا الأجانب مغادرة البلد بناء على نصائح دولهم  .
لكن ثورة الشباب اليماني خيبت توقعاتهم  وأثبتت أصالة ورقي هذا الشعب حيث خرجت مجاميع الشباب عزل من أي سلاح لتفترش  ساحات التغيير والحرية في جميع محافظات اليمن  وجابهت الرصاص بصدور عارية وهزمته بفضل سلاحها الجبار  "سلمية   سلمية  " رغم قدرتها وإمكانيتها  على الرد المسلح الذي رفضته مستلهمة مبادئ دينها الإسلامي الحنيف والتزاما بقوله تعالى  "لئن بسطت يدك لتقتلني  ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك إني أخاف الله رب العالمين  " كان لتوافد شباب القبائل من مختلف المحافظات للانضمام لساحات الاعتصام بدون سلاح (وهم الذين يعدون التخلي عن السلاح انتقاصا لهم  ) تلبية لشعار الثورة  " سلمية   سلمية  "  ابلغ رد  لمن حاول أن يصورهم على أنهم لا يجيدون سوى لغة العنف والرصاص  .
أن يكون شعارك  " سلمية   سلمية  "  لتحقيق  أهداف ثورتك وليس لديك القدرة على سلوك طريقا أخر فهذا ليس بالأمر الهين بل انه عظيم  ولكن أن يكون لديك عدة طرق ولكنك تدعها جانبا وتلزم نفسك بسلمية ثورتك  فهذا هو التجسيد الحي للحكمة اليمانية التي وصف بها الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة والتسليم  أهل اليمن  .وهذا هو الدرس الذي تقدمه الثورة اليمانية للعالم  .
وكما أن لكل حي  ربيعه وخريفه فهذا أوان ربيع الثورة وخريف النظام الحاكم

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق